×
الصدق و الإخلاص

الصدق و الأخلاص

 

 

" يعجبني الصدق في القول و الأخلاص في العمل ".

هكذا قالها سعد زغلول , و كما تعلمنا عنه , هكذا عاش حياته .

 

فالصدق دستور حياة . ورد في نصوص كل الشرائع السماوية و غير السماوية .

اما الأخلاص , فهو ترجمة لصدقنا مع انفسنا قبل الأخرين .

هكذا يشكل الأثنان جزءا مهما من القيمة الحقيقية لحياتنا اليومية في كل مجالاتها .

الصدق و الأخلاص علامة الجودة لأحترامنا للمبادئ عامة و ديمومتنا خاصة .

لا يجبر عليهما مخلوق , و لا يمنحا تحننا .

يتلاقيان في الأمانة و الأنتماء .

الأمانة مفتاح الذهن الصافي و الروح الراضية السعيدة , ذات الأبتسامة الداخلية الدائمة و النور الساطع أبدا .

أما الأنتماء , فهو في جوهره ينم عن الثراء و القناعة .

ثراء النفس و قناعة الأنسان بأن ما لديه هو أجمل ما في الكون .

الأنتماء هو عمود الأساس لانغراسنا في أعماق حياتنا .

الأنتماء هو حجر الزاوية في كل بنيان يعلو رويدا رويدا , وكل كيان نشيده على صخرة أحترام الذات , قبل احترام الاخرين . و كثيرا ما يتعرض لأعاصير التجارب العاتية التي تحاول قهره و هدمه . ألا أن صلابة المباديء و قناعتنا الراسخة بجوهر مبتغانا تصدها بهمة عالية مرتفعة فوق اللانهاية .

أنها قصة وجود و عنوان هوية . أن نكون أو لا نكون , أمام أنفسنا . مجردون من كل تصنع أو اقنعة تخفي حقيقتنا .

أنظر في عيون طفل بريء , فأرى الصدق و الأخلاص في ابتسامته , في عناقه لأمه , في تمسكه بحاجياته الصغيرة , في لعبه و جده , في فرحه و حزنه , في بكائه و دموعه , فهي ليست دموع تماسيح .

يا حبذا لو تثور ثائرة الدنيا , و تنقلب موازين الحياة , فنعود اطفالا من جديد !

 

الدكتور ماهر فوزي زبانة