الصدق و
الأخلاص
" يعجبني
الصدق في القول و الأخلاص في العمل ".
هكذا قالها سعد
زغلول , و كما تعلمنا عنه , هكذا عاش حياته .
فالصدق دستور
حياة . ورد في نصوص كل الشرائع السماوية و غير السماوية .
اما الأخلاص ,
فهو ترجمة لصدقنا مع انفسنا قبل الأخرين .
هكذا يشكل
الأثنان جزءا مهما من القيمة الحقيقية لحياتنا اليومية في كل مجالاتها .
الصدق و
الأخلاص علامة الجودة لأحترامنا للمبادئ عامة و ديمومتنا خاصة .
لا يجبر عليهما
مخلوق , و لا يمنحا تحننا .
يتلاقيان في الأمانة
و الأنتماء .
الأمانة مفتاح
الذهن الصافي و الروح الراضية السعيدة , ذات الأبتسامة الداخلية الدائمة و النور
الساطع أبدا .
أما الأنتماء ,
فهو في جوهره ينم عن الثراء و القناعة .
ثراء النفس و
قناعة الأنسان بأن ما لديه هو أجمل ما في الكون .
الأنتماء هو
عمود الأساس لانغراسنا في أعماق حياتنا .
الأنتماء هو
حجر الزاوية في كل بنيان يعلو رويدا رويدا , وكل كيان نشيده على صخرة أحترام الذات
, قبل احترام الاخرين . و كثيرا ما يتعرض لأعاصير التجارب العاتية التي تحاول قهره
و هدمه . ألا أن صلابة المباديء و قناعتنا الراسخة بجوهر مبتغانا تصدها بهمة عالية
مرتفعة فوق اللانهاية .
أنها قصة وجود
و عنوان هوية . أن نكون أو لا نكون , أمام أنفسنا . مجردون من كل تصنع أو اقنعة
تخفي حقيقتنا .
أنظر في عيون
طفل بريء , فأرى الصدق و الأخلاص في ابتسامته , في عناقه لأمه , في تمسكه بحاجياته
الصغيرة , في لعبه و جده , في فرحه و حزنه , في بكائه و دموعه , فهي ليست دموع
تماسيح .
يا حبذا لو
تثور ثائرة الدنيا , و تنقلب موازين الحياة , فنعود اطفالا من جديد !
الدكتور ماهر
فوزي زبانة