×
صحة الرجل فوق سن الاربعين ... و العائلة

يعتبر العقد الخامس من عمر الرجل من اهم مراحل حياته و خاصة فيما يتعلق  باموره الصحية عامة و حياته الزوجية خاصة و ما لها من تاثير على حياته العائلية اليومية .

فالرجل في هذا السن يتميز بنضوجه الاجتماعي و الفكري و فعالية انتاجيته , بالاضافة لتحليه بالمسؤولية تجاه عائلته و ابنائه. و ضمن هذا فان صحته تصبح ليست ملكا له فقط بل هي تخصهم ايضا , و ما يطرأ عليها من تغيرات , تؤثر على نوعية حياتهم جميعا.

بعد سن الاربعين , تزداد نسبة اصابة الرجل بامراض مزمنة عديدة كمرض تصلب الشرايين و داء السكري و ارتفاع التوتر الشرياني ( ارتفاع ضغط الدم ) و تراكم الدهنيات في الدم بالاضافة للسمنة و اعتلال الحياة الجنسية ( اعتلال الانتصاب ) , و التغيرات الهرمونية. اضف الى ذلك اتباع العادات السيئة كالتدخين والافراط في شرب الكحول وتناول الوجبات غير الصحية يزيد من حدة هذه الامراض . و قد وجد العلماء ان هناك علاقة وطيدة بين هذه الامراض و نقص الهرمون الذكري ( التستوستيرون ) في دم الرجل كنتاج لتقدمه في السن مما يؤثر على انسجته و اعضاء جسمه كافة . فوجود هذا الهرمون بنسب طبيعية لدى الرجل يقيه من هشاشة العظام و يدعم عمل البنكرياس , و بهذا يقي الرجل من مرض السكري و يبعد عنه شبح السمنة و تصلب الشرايين بالاضافة الى حمايته من اضطراب المزاج و الاكتأب واعتلال القدرة و الرغبة الجنسية .

و حيث ان الحياة الجنسية الطبيعية من الركائز المهمة في علاقة الزوجين ببعضهما البعض , فان اي خلل يشوبها يؤدي الى اضطراب الحياة الزوجية مما يؤثر سلبا على افراد العائلة جميعا . و تزداد الامور سوءا في حال عدم رؤية الامور بموضوعية و تأخر الرجل في طلب المشورة الطبية مما قد يقوده الى دائرة جهنمية تتعمق فيها مشاكله اكثر فاكثر .

و كثيرا ما تكون ظاهرة اعتلال الحياة الجنسية الدلالة الاولى و " قمة جبل الجليد " للامراض العضوية المزمنة التي سبق ذكرها . و لهذا فان التحلي بالشجاعة الكافية لمواجهة المشكلة و التخلي عن الخجل و مصارحة الطبيب هي الخطوات الاولى في الوقاية من امراض اخطر في حدتها و نتائجها السلبية على الصحة من اعتلال القدرة الجنسية .

تتنوع طرق العلاج بتنوع اسباب الاعتلال .

فهناك اسباب نفسية و اخرى عضوية . و كثيرا ما  يعاني الرجل من الاثنتين معا . لهذا فان التشخيص السليم للحالة عامل رئيسي في وضع الخطة العلاجية للوصول الى الشفاء .

يبدأ العلاج بالدعم النفسي للمريض . و كثيرا ما يجدي هذا نفعا . و تعتبر اعادة الثقة بالنفس له من الواجبات الاساسية للطبيب الذي قد تواجهه صعوبات جمة في بداية الامر , خاصة في الحالات المزمنة  . يلي ذلك العلاج الدوائي عن طريق الفم او الحقن . و في حال وجود نقص في نسب الهرمون الذكري في الدم , يتم اعطاء المريض علاجا هرمونيا تعويضيا .

و احيانا يتم اللجوء الى ما يسمى" اجهزة الشفط الخارجي" و خاصة في حال عدم الاستفادة من العلاج الدوائي ، و في حالات اخرى تكون الجراحة التعويضية للعضو التناسلي الذكري الحل الوحيد للعلاج .

بالاضافة الى ذلك ، فان الابتعاد عن الاطعمة المشبعة بالدهنيات و شرب الكحول و التدخين و اتباع العادات الصحية و القيام بالتمارين الرياضية يجنب الانسان كثيرا من المشاكل الصحية المرتبطة بشكل رئيسي بالرجل .

وهنا يجب التاكيد على ان الصحة الجنسية للرجل هي" جزء من كل" وان تمتعه بقدرة جنسية طبيعية يقلل من امكانية وجود امراض عضوية مزمنة و" مخفية " لديه ، و بالعكس.

وعلى الرجل ان يعي اهمية و ضرورة  تمتعه بصحة  جيدة  من اجل الحفاظ على عائلته في جو خال من الاضطراب و القلق .

 

 

الدكتور ماهر فوزي زبانة / ملخص محاضرة / النادي الارثوذكسي- عمان-