تكثر في فصلي الخريف و الشتاء حالات التهاب
المجاري التنفسية العلوية و الرئوية بسبب
انخفاض درجة حرارة الجو و تأثر مناعة الانسان و توفر البيئة المحيطة المناسبة
لانتشار المرض بالاضافة لعدة عوامل اخرى .
و تعتبر الأنفلونزا احد اهم الامراض التي
تنتشر في هذه الفترة من العام . و يمثل ذلك عبئا صحيا و مجتمعيا و ماديا على
الدولة و السكان على حد سواء .و تتسبب بها عدة انواع من الفيروسات التي قد تصيب
البشر او الحيوانات ومنها تنتقل لاحقا الى الانسان .
لهذا فان اتخاذ التدابير الواقية و علاج الحالات
في بدايتها يساعد في تجنيب المجتمع بشكل عام , نتائج سلبية كثيرة .
للأنفلونزا انواع كثيرة , وقد كثر الحديث في
الأونة الأخيرة عن أنواع لم تكن , بنظر الناس , معروفة قبل عشرات و مئات السنين,
لكن الحقيقة هي غير ذلك .
ومن هذه الأنواع " أنفلونزا الخنازير
" , التي سميت بهذا الاسم لانها تصيب الخنازير بالدرجة الاولى و من ثم تنتقل
الى الانسان عن طريق التعامل المباشر و غير المباشر مع الحيوان المصاب حيث يحصل
تغير على المادة الوراثية للفيروس و يتحول ليصيب البشر ايضا .
تتبع أنفلونزا الخنازير سلالة ما يعرف بفيروس " اتش 1- ان 1 " و قد انتشر هذا
المرض بشكل كبير في عام 1918 في اسبانيا و لهذا عرف في ذلك الوقت بأسم
"الأنفلونزا الأسبانية " . و هي تختلف عن الأنفلونزا الموسمية التي تصيب
البشر
عادة حيث أن الفيروس المسبب لها يحتوي عل
جينات مشتركة لفيروسات الانسان و الخنازير و الطيور . و يعتقد ان هذا المرض كان
سببا في أنهاء الحرب العالمية الأولى بسبب اصابة الكثيرين من الجنود على الجبهات
الحربية . و تذكر بعض المراجع ان عدد المصابين في العالم في حينها تجاوز المليار
مصاب , حيث انه تفوق في عدد الأصابات على مرض " الموت الأسود " او "
الطاعون " الذي انتشر في العصور الوسطى .
و تنتقل العدوى من انسان الى انسان اخر بعد
يوم واحد من التعرض للفيروس , قبل ظهور الاعراض مما يعني ان المريض قد يسبب العدوى
لاخرين دون ان يعرف انه مصاب بالمرض .
و من الجدير بالذكر أن المرض لا ينتقل بسبب
أكل لحوم الخنزير , لأن حرارة الطبخ العالية تقضي على الفيروس , وهو ينتقل من شخص
الى أخر بنفس طرق انتقال فيروس الأنفلونزا الموسمية , أي عن طريق السعال
والعطس او ملامسة أي شيء ملوث بالفيروس
ومن ثم ملامسة العين أو الفم أو الأنف .
و تتنوع اعراض المرض من اعراض اساسية و حادة
الى أخرى نادرة , تميزها نوعا ما عن الأنفلونزا الموسمية . و يعتبر الصداع الشديد , المتلازم , و ارتفاع
درجة الحرارة بشكل كبير و لمدة 3-4 ايام متواصلة , و القشعريرة و السعال الحاد
الجاف , بالأضافة للشعور بالتعب و الأرهاق الشديدين و الام الصدر و الشعور بالثقل فيه , و حدوث الأسهال و القيء
أحيانا من اساسيات اعراضه و التي تتطور بسرعة مذهلة خلال 3-6 ساعات من ظهورها ,
بعكس الأنفلونزا الموسمية التي تتميز بسعال مصحوب بالبلغم و العطاس و انسداد الأنف
و ألم الحلق .
تتوفر في الاسواق علاجات مناسبة للمرض و
فعالة حيث يبدء المريض بتعاطيها في اليوم الثاني بعد ظهور الاعراض وتساعد هذه
العقاقير في التقليل من انتقال المرض من شخص لأخر كما أن اللقاح ضد المرض متوفر
تجاريا .
و كما هو معروف , فأن الوقاية خير من قنطار
علاج . و نستطيع ان نجزم أن افضل طريق للوقاية من المرض هو غسل اليدين جيدا . حيث
ان الفيروس يستطيع أن يعيش خارج الجسم مدة ساعتين الى ثمان ساعات تقريبا و عليه
فان غسل اليدين بالماء و الصابون بعد ملامسة الاسطح ( مقابض الباب , الطاولة ,
القلم , الخ ...) لكونها قد تكون ملوثة , جدير بمنع انتشاره . كما انه ينصح
باستخدام المحارم الورقية عند العطس و السعال لتغطية الفم و الأنف , وغسل اليدين
في حينها , و تجنب لمس العينين و الفم و الأنف و استخدام المعقمات التي تحتوي على
الكحول لتعقيم اليدين . كما ينصح بتجنب الأختلاط المباشر مع الاشخاص الذين يعانون
من اعراض تشبه ما ذكر سابقا , و تجنب الاماكن المكتظة في مواسم المرض و الأمتناع
عن المعانقة و التقبيل عند تحية الأخرين و لا ننسى انه علينا مراجعة الطبيب عند
الحاجة و البقاء في منازلنا للراحة عند شعورنا باعراض الأنفلونزا , موسمية كانت او
غير موسمية .